بســم الله الـرحمــن الرحيــم
السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــه ،،
مبدأ المفاصلة بين أهل الإيمان وأهل الكفر مبدأ مهم في عقيدة الإسلام، نبه إليه سبحانه في أكثر من موضع من كتابه الكريم، من ذلك قوله تعالى: { لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله } (المجادلة:22)، وقوله سبحانه: { لا تتخذوا الكافرين أولياء من دون المؤمنين } (النساء:144)، وقوله تعالى: { لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء } (الممتحنة:1) .
ومن هذا القبيل، يأتي قوله تعالى: { لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء } (آل عمران:28).
وما يعنينا في هذا المقام، أن الآية الكريمة وإن نزلت على سبب خاص أو أسباب ، إلا أن معناها عام في كل زمان ومكان. وما أحوجنا - نحن المسلمين - اليوم، لامتثال ما أمرت به الآية الكريمة، وخاصة بعد أن أصبحت موالاة غير المسلمين سنة متبعة عند بعض المسلمين! والأسوأ من هذا، أن بعض المسلمين يوالي غير المسلمين، ويستعين بهم على إخوانه من المسلمين. وهذا مخالف أشد المخالفة لما أمرت به الآية الكريمة .
على أن الأمر الذي ينبغي الإشارة إليه بهذا الصدد، أن النهي عن موالاة غير المسلمين، لا يعني أبداً مقاطعة غير المسلمين ومعاداتهم، فليس هذا المقصود من النهي عن الموالاة، بل الموالاة المنهي عنها إنما هي مودة المشركين ومحبتهم، واتباعهم في أمورهم كافة. والمسلم مأمور بالبر بغير المسلم، ومعاملته بالحسنى. وقد قال تعالى: { لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين } (الممتحنة:، فشتان ما بين موالاة غير المسلمين، وما بين البر إليهم، ومعاملتهم بالحسنى، فالأول مذموم ومنهي عنه أشد النهي، والثاني مندوب ومطلوب. فلا ينبغي الخلط بينهما